تجربة قيادة: 2016 فيراري 488 GTB

مؤخراً مرت فيراري بمرحلة انتقالية، و ذلك بسبب قوانين تنظيم الانبعاثات في الغرب، حيث كان على جميع صانعي السيارات العمل على تصغير المحركات، و بالتالي الحفاظ على القوة المتولدة باستعمال أنظمة التوربوتشارج. قامت فيراري بالأمر ذاته في سيارتي كاليفرونيا T و 488 GTB حيث باتوا أول سيارات توربو تشارجد منذ سيارة F40 الأسطورية منذ حوالي ثلاثة عقود. و لكن على نقيض الأيام الخوالي، فتكنولوجيا الشاحن التوربيني لم تصبح نذيراً بالأخبار السيئة كما اعتادت أن تكون في السابق. 

و على غرار كل سيارات فيراري، سيارة 488 GTB مذهلة و ساحرة. فهي بشكل جلي عبارة عن تعديل شامل و واسع لسيارة 458 Italia. و بشكل مثير للغرابة، فقد نال هذا الطراز اعجابنا أكثر من تلك السيارة الحمراء التي قدناها في العام السابق، حيث أن اللون الأصفر مع ألواح سوداء متباينة يبدو ملفتاً للأنظار أكثر من سواه. تتميز النهاية الأمامية بأسلوب أنف F1 الوظيفي، في حين أن كل فتحة أو مدخل في الجسم مصممة اما لتبريد أفضل أو لإعطاء مزيد من القوة الجاذبة للأسفل بدون الحاجة لاستعمال جناح خلفي طويل. 

في الداخل، كل بوصة من المقصورة الداخلية بمقعديها مغطاة بجلد غير لامع، أو بألياف الكربون، مع عناصر مبطنة باعتدال مثل مساند الذراع و الجزء العلوي من الداشبورد. التخطيط الداخلي غير اعتيادي و غريب لأنه يراد له أن يكون كذلك، مثل شاشة الملاحة التي تتخلل تجمع العدادات، و صفي الأزرار على جانبي عجلة القيادة. و عجلة القيادة نفسها المحملة بوسائط التحكم التي يمكن وضعها في أي مكان آخر، مثل زر تشغيل المحرك، و الفليشر، و زر اختيار وضعيات القيادة، و مثل تلك الأمور. و قد أعجبنا ببعض الأفكار مثل، أضواء العد التنازلي لنقلات مبدل السرعات في أعلى حافة عجلة القيادة، و أزرار المؤشر التي تعمل على الابهام و التي تعطي وميض ” فلاش” سريع أثناء التجاوز بسرعات عالية. 

كما أنها رحبة في الداخل و من السهل الدخول و الخروج منها و اليها بعكس مكلارين 650S. و هنالك مساحات تخزين كافية للمحفظة و الهاتف و المشروبات، و يوجد جيوب على شكل شبكة خلف المقاعد الرياضية القابلة لتعديل يدوياً. مجال الرؤية الأمامية ممتاز حتى في حال تخفيض موضع المقعد، مع وجود كاميرا خلفية و مرايا مناسبة. لسوء الحظ، ينتهي التطبيق العملي للعناصر عند هذا الحد، حيث أن صندوق السيارة مصمم بشكل غير مجدي كما أن الحيز الأمامي السفلي المخصص للأقدام غير مريح بسبب مطفأة الحريق المثبتة هناك. 

الميزات الأخرى تتضمن ناقل حركة متحكم به عن طريق زر اختيار وضعية القيادة و مع مبدل نقلات، و أربعة أكياس هوائية و ستيريو مدمج لا نستعمله بالمرة، بسبب الموسيقى الصادرة عن المحرك. و بينما كانت سيارتنا عبارة عن كوبيه، فقد قدنا بشكل مقتضب سيارة Spider المكشوفة سابقا بسقفها المؤلف من جزئين قابلين للطي للأعلى و الأسفل في حوالي 14 ثانية عند سرعة لا تزيد عن 40 كم/سا. 

محرك V8 ذو التوربو المزدوج بسعة 3.9 ليتر يولد 661 حصاناً عند 8000 دورة في الدقيقة و هذا أكثر بمقدار 98 حصاناً من محرك سيارة 458 Italia العادي. في حين أن الاختلاف الأكبر يأتي من جهة عزم الدوران البالغ 760 نيوتن متر عند 3000 دورة في الدقيقة. و في حين تعاني 458 من شيء من العجز عند مدى عزم الدوران المتوسط، فليس هنالك أي نقص اطلاقاً في سيارة 488 بمجرد أن يبدأ التوربو عمله ليعطي تحولاً ملحوظاً، و لكن عليك أن تعير انتباهك جيداً لتكتشف أي تلكؤ توربيني. هذه السيارة سريعة بشكل مذهل من و الى أي سرعة.

و يبدو أن فيراري قد عرفت كيف تجعل علبة التروس الأوتوماتيكية ثنائية القابض بسرعاتها السبع تميل الى الأوتوماتيك النظامي، بدون الهزات التي تظهر في اعداد القابض المزدوج للسيارات الفائقة الأخرى. استجابة السيارة فورية، و النقلات رشيقة و خفيفة سواء في الوضع الأوتوماتيكي أو اليدوي. استطعنا الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 4.5 ثانية في طقس شهر يونيو، حيث أن هذه الفيراري ذات الدفع الخلفي تتحرك ببطئ في البداية لمنع دوران العجلات في مكانها. أما استهلاك الوقود فكما هو متوقع قد بلغ مقداراً مريعاً قدره 20 ليتر لكل 100 كم، و يقولون أن هذا النموذج الجديد من المفترض أن يكون أكثر كفاءة من ناحية استهلاك الوقود مما سبقه. 

ما يثير الخوف هو مدى السهولة التي يتطلبها الوصول الى سرعات فائقة . و مع ذلك فالسيارة مستقرة جداً لدرجة أنك لن تشعر بالسرعة العالية، على خلاف سيارة نيسان GT-R المحكمة و التي تبدأ بإعطاء شعور بالتوتر عند سرعة 200 كم/سا. 

يكمن سحر سيارة 488 في لطافتها، حيث أن نظام التعليق التلاؤمي أملس بشكل ممتاز عند المطبات، و يسمح فقط بركوب محكم بدون أي شعور بالضيق. و أثناء التجوال، توفر السيارة هدوءاً معقولاً لسيارة فائقة السرعة. و نحن نعتقد أن ذلك يعود جزئيا الى النظام الايروديناميكي الرائع بالإضافة الى نظام عزل الصوت. مع ذلك ما تزال دائماً قادراً على سماع صوت زيادة دوران المحرك أثناء القيادة، لذا فهي ليست كسيارة بينتلي بأي شكل من الأشكال. 

و كما هو متوقع، تتناول السيارة المنعطفات كأنها ملتصقة بالطريق، بإطارات أمامية بقياس 245/35 و أخرى خلفية بقياس 305/30 و بدون أي شعور بتمايل لجسم السيارة على الاطلاق. التوجيه حاد و مباشر و لكن الاضافات المساعدة متوسطة في أحسن الأحوال، و يبقى من السهل الدوران بالسيارة بسرعة مع حفاظها على موضعها بدقة على المسار الدائري الى أن تشعر بالصوت العالي للإطارات، و عندها، ستشعر بالألم في رقبتك، و لكن لم تكن لتلاحظ ذلك أثناء انخراطك في الاثارة. 

و بعد كل ذلك، اذا أردت انقاص السرعة من ثلاث مراتب الى الصفر في ثوان، فهنالك مكابح Brembo من الكاربون السيراميكي و التي ستقودك الى الوقوف الكامل بشكل قوي. و لكن المفاجئة هي مقدار سهولة التعامل مع تلك الفرامل أثناء القيادية العادية، حيث يمكن تعديل دواسة الفرامل لفيراري جزئياً، كما تتطلب ظروف القيادة في المدينة.

لقد قدنا كل شيء ابتداء من نيسان GT-R و آودي R8 الى مكلارين 650S و لامبورغيني هوراكان، فضلاً عن مرسيدس بنز SLS AMG و بورشه 911 توربو. ببساطة تعطي فيراري 488 GTB الشعور بتفردها في طبقة أخرى، و تستطيع أن تشعر بسنوات الخبرة الطويلة البالغة 75 عاماً تنبثق من كل جزء من السيارة. على الرغم من مساحة ذلك الصندوق المخجلة.

للإطلاع على تجربة القيادة باللغة الإنكليزية لمشفيك حسين، اضغط هنا.

و لمعرفة آخر الأسعار و المواصفات، تفضل بزيارة دليل المشتري لسيارة فيراري 488 جي تي بي.